> قوة الفكر - أقلام حرة - مراكش بلوس

قوة الفكر

قوة الفكر
المطوع كوثر - 2018-01-29 12:39:52

هناك حكمة في الفلسفة الهندية القديمة تقول: "أنت اليوم حيث أتت أفكارك وستكون غدا حيث تأخذك أفكارك" بمعنى أن كل ما أنت عليه هو ناتج عن أفكارك التي كنت تتبناها في الماضي وما ستكون عليه غدا هو ناتج عن أفكارك التي تتبناها اليوم فعندما تقول مثلا أنا سأفشل في ذلك المجال وتضيف له إحساس بالفشل وتتخيل أنك فشلت فحتما ستفشل والعكس صحيح بالنسبة للنجاح وإلى غير ذلك.فكيف للفكرة أن تتحكم في مستقبلنا؟.

الفكر هو أساس لكل سلوك ولأي نتيجة نحصل عليها في حياتنا وهو السبب أيضا في حالتنا النفسية والعضوية وصورتنا وتقديرنا الذاتي. وذلك لأن الإنسان يستقبل 60 ألف فكرة يوميا، وعلى حسب بحث في كلية الطب في سان فرانسيسكو أن أكثر من 80% من أفكار الإنسان سلبية أي أن 48 ألف من أفكارنا سلبية ولكل فكرة أحاسيس وسلوك تؤدي إلى أمراض نفسية وعضوية.

فمنذ الطفولة والعقل الباطن يخزن كل الأفكار المكتسبة من العالم الخارجي (الوالدان- العائلة-المجتمع-المدرسة-الذات-الإعلام-الأصدقاء) وكل تلك الأفكار تخزن في الذاكرة ولكل واحدة منها يفتح لها ملف خاص بها ويبقى الملف مفتوحا كلما أضيفت له فكرة من نفس النوع، فمثلا: لو شعرت بالخوف من شيء معين يفتح له العقل ملف الخوف من هذا الشيء أو ما يماثله وإذا تكرر ذلك بنفس الطريقة أو بأخرى سيخزن في نفس ملف الخوف ونفس الشيء بالنسبة لعبارة أن "عندما أدخن ستهدئ أعصابي" وما هذه إلا فكرة خزنت في ملف الأعصاب الموجود بالذاكرة وفي كل مرة يصبح الإنسان في حالة عصبية يذكره عقله الباطن أنه يجب أن يدخن لتهدئ أعصابه لأن العقل الباطن تبرمج على هذه الفكرة بغض النظر على احتياجه إلى التدخين بسبب إدمانه على النيكوتين...والمفاجأة أنه إذا أراد الشخص التخلص من أي تجربة موجودة في ملف معين كالخوف مثلا فسوف يتخلص من ملف الخوف بأكمله.

والآن دعونا نكتشف كيف تؤثر الأفكار على مستقبلنا؛ إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وميزه على جميع مخلوقاته بالعقل، الفكر، الإدراك والتدبر ولكي نسير حياتنا على ما نراه صوابا لنا مع توفيق الله عز وجل، إلا أن الإنسان بفكره وسلوكه قد يؤذي نفسه بعقله أي بسبب أفكاره السلبية وذلك لأن كل فكرة يحدث عنها إحساس ومشاعر تؤدي إلى ردة فعل أي سلوك والذي بدوره يصبح اعتقادا راسخا في الذهن إلى أن يصبح عادة تلازم الإنسان وتلك الأفكار السلبية كفيلة على أن تجعلك إنسان سوداوي الفكر، متشائم وتفسر كل ما يحدث لك بسبب الحظ أو أشخاص أو أن الكل يتآمر ضدك إلخ...أما الأفكار الإيجابية فهي كفيلة كذلك على أن تجعلك إنسان إيجابي الفكر والسلوك وترى الحل في كل مشكلة ليس مشكلة في كل حل.تذكر دائما قوله تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ».

اجعل سنة 2018، سنة تغيير لك تخلص من الماضي وآثره السلبية في حياتك وأمضي قدما، ما مضى لن يعود لكن نملك اليوم نملك اللحظة نملك الآن، أنت وحدك تقرر كيف تريد أن تكون بالتوكل على الله سبحانه وتعالى والسعي بجد واستمرار مهما كانت الإخفاقات والأخذ بالأسباب والتفاؤل بالخير فهو سلاح المستقبل المنير.

أضف تعليقك
فرص عمل
إعلانات
المذكرات
تجدون المناسبات و المهرجانات المحتفى بها بالجهة وبإمكانكم إضافة مناسباتكم إلى المذكرة مجانا
لايوجد اي مناسبة او مهرجان في هذا الاسبوع
النشرة الإخبارية
الفيسبوك
راديو
إستطلاع الرآي
مارأيك في موقعنا الإلكتروني؟
شركاؤنا
إعلانات
حسنا