ولد عبد الله الشليح بمدينة مراكش، في يوليوز 1931، في أحضان أسرة كريمة عريقة (أبا وأما)، امتزج في دمائها النسب الأمازيغي بالعربي. تلقى عبد الله تعليمه الأولي الذي حفظ خلاله القرآن الكريم على يد الفقيه مولاي سعيد، قبل أن يلتحق بجامعة ابن يوسف حيث سينال له الحظ الأوفى من علم الشريعة الإسلامية، ويطلع على أمهات المتون على يد شيوخها ما بين 1947 و1957، ليتابع دراسته فيها على مدى عشر سنوات. التحق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط سنة 1957، ليكون ضمن أول فوج تخرج من هذه المؤسسة، سنة 1960، وهو الفوج الذي حظي باستقبال من طرف الملك الراحل محمد الخامس، الذي أطلق على هذا الفوج «فوج محمد الخامس». ، بعد سنتين سيحصل على شهادة الدراسات العليا في القانون المدني، ليتحمل بعدها مسؤولية القسم العربي بخزانة نفس المؤسسة التي تخرج منها، على مدى سنتي 1961 و1962، قبل أن يمارس التدريس، حيث لقن الطلبة المدخل لدراسة القانون بالبيضاء والرباط وفاس، والقانون الاجتماعي والدولي الخاص بمراكش. تخرج على يديه ثلة من الطلبة والطالبات في أسلاك مختلفة في المعرفة القانونية، كما أن له الفضل على كثير من المحامين ورجال القضاء من خلال الدفاع عن القانون وسبر أغوار المرجعية الفقهية والقانونية. وكان الراحل عبد الله الشليح من الرعيل الأول الذي كان له شرف التأطير التربوي في كلية الحقوق بمراكش، بعد أن عمل بمؤسسات وطنية ككليتي الحقوق بالرباط والدارالبيضاء، إلى أن التحق بكلية مراكش مؤسسا فيها تخصص الكفاءات لأول مرة سنة 1962 مما ساهم في تخريج عدد من رجال القضاء والمحاماة. كما مارس المحاماة منذ 1964، فكان المحامي المقتدر الذي تشهد له حنكته وخبرته الطويلة في حماية الحق والقانون والدفاع عنهما، واحترام جلال أسرة القضاء وتقديرها في مرافعاته الرصينة. خاض الشليح غمار العمل السياسي، فكان من أبرز مناضلي حزب الشورى والاستقلال، وعمل مراسلا لجريدة «الرأي العام» في الخمسينات، كما شغل منصب قائد ثم مندوب منظمة الكشفية المغربية الإسلامية بمراكش، خلال الفترة ما بين 1950 و1962، ومثل المغرب في المؤتمر الكشفي العربي بالإسكندرية عام 1956. عبد الله الشليح، إضافة إلى هذا هو فاعل جمعوي نشيط في عدد من الجمعيات الوطنية، حيث شغل منصب كاتب عام لجمعية «الوعي» بمراكش، من 1965 إلى 1982، ورئيسا ل»رابطة العمل لجمعيات الشباب» بمراكش في الستينات، ومستشارا ب»الجمعية الخيرية الإسلامية» منذ 1979، ومستشارا قضائيا بمؤسسة «دار البر والإحسان» منذ 1987، ورئيسا لتعاونية الحمراء للاستهلاك التابعة لجامعة القاضي عياض، وعضوا بالفرع المحلي للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وكاتبا عاما لفرع «الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني». وفي سنة 1974 ترأس جمعية «هواة الملحون» بمراكش، فدافع عن تدريس الملحون بالمعاهد الموسيقية بالمملكة، كما ساهم في تنظيم أول مؤتمر وطني لرجال الملحون بمراكش في ماي 1970. فهو الأديب اللغوي المالك لناصية اللغة العربية، وأشعارها وآدابها، كما أنه الباحث الذي لا يشق له غبار في الأدب الشعبي المغرب … أحيل على التقاعد في شتنبر 1992 بعد أن قضى في حقل التدريس والتكوين سنوات، كلها تفان وعمل أهلته لأن يمنحه الملك الراحل الحسن الثاني وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة بتاريخ 3 مارس 1992،