أسس و قواعد تربية الأطفال، تعرفي عليها معنا

منذ فترة الحمل يجب على الأمهات والآباء تجهيز أنفسهم لاستقبال طفلهم، ولا يجب أن يكون التحضير مادياً فقط وإنما الأهم أن يكون معنوياً، فأن ترزق بطفل ليس بالأمر الهين، عليك أن تتهيأ للتعامل مع هذه الأطفل بشكل سليم وتربوي، لذا عليك تعلم الكثير حول تربية الأطفال .
ولابد أن تتعلم أسس الأطفال السليمة حتى تستطيع أن تجعل من طفلك شخصاً صالحاً في المستقبل، ولأن العديد من الآباء والأمهات ينقصهم بعضاً من المعرفة عن أسس تربية الأطفال السليمة، فسنقدم لكم في هذا المقال بعضاً من هذه الأسس حتي تعينكم في تربية أطفالكم.
أسس و قواعد تربية الأطفال :
أولا: بناء روتين صحي للطفل:
من أسس تربية الأطفال السليمة هي بناء روتين أو أسلوب حياة صحيح بالنسبة للطفل وعليك الوصول لذلك من خلال عدة خطوات وهي:
- شارك طفلك في الروتين اليومي:
من الأمور الهامة التي عليك القيام بها هي مشاركة طفلك في أمور مثل القراءة التي تؤدي إلى تنمية مدارك طفلك إلى جانب شعوره بالاهتمام من قبلك، كما عليك تناول الغداء معاً كعائلة وعليك معرفة أن وجبة الغداء ليس مجرد وجبة تتحكم بها فيما يأكل طفلك وإنما هي فرصة لمتابعة طفلك ومناقشته فيما حدث خلال يومه وأيضاً فرصه لتعليمه بعض الأمور الحميدة.
- ضع وقتاً محدداً للنوم:
من المهم لصحة الطفل الإدراكية الحصول على مدة كافية من النوم، لذا عليك أن تكون حاسماً بعض الشئ في وقت النوم الذي حددته لطفلك.
ولكن عليك أيضاً تشجيعه من خلال تهيئة الجو لذلك مثل غلق التلفاز وأي مصدر أخر للصوت، الدخول مع الطفل إلى سريره حتى ينام كما يمكنك بناء عادات قبل النوم مثل القراءه أو قص الحكايات على طفلك حتى يغفو، واحرص على ألا يتناول الطفل السكاكر أو الأطعمة التي تحتوي على سكريات قبل النوم.
- خصص وقتاً لطفلك فقط:
على الطفل أن يشعر بأهميته كشخص لذا عليك تخصيص جزء من اليوم تقضيه فقط مع طفلك، يمكنك مشاركته في اللعب أو الاستماع له أو اصطحابه لشراء شيئاً ما وأخذ رأيه ومناقشته وهكذا.
ثانياً: تعلم كيف تحب طفلك:
يحتاج طفلك للشعور بالحب والاهتمام حتى يشعر بالاستقرار النفسي و المعنوي ويمكنك القيام بذلك عن طريق:
- استمع لطفلك بحُب:
عليك أن تكون مؤثراً في حياة طفلك بل عليك أن تكون المؤثر الأول! ولن تنال ذلك بكثرة التعليمات الصارمة ولكن بأن تعطي للطفل فرصة ليشعر أن هناك من يحترمه ويستمع إليه بإنصات.
الاستماع إلى الطفل باهتمام يجعل الطفل يشعر بذاته وبكينونته كما أن إعطاء فرصة لطفلك بالتحدث من شأنه أن يشجع الطفل على بناء علاقات مع الآخرين بسهولة في المستقبل بدلاً من أن يشعر بالخجل وعدم التقدير بذاته إذا قمت بكبت مشاعره.
- قم بتشجيع الطفل اكتشاف مهاراته الخاصة:
مما لا شك فيه أن كل طفل لديه مهاراته وإمكانياته الخاصة والمختلفة عن غيره من الأطفال، وللأسف فإن كثير من الآباء والأمهات يقيسون مدى ذكاء ومهارة الطفل بمستواه أو أدائه داخل المدرسة في حين أن هناك العديد من الأطفال الذين يُظهرون تقدماً ملحوظاً في النشاطات التي يقوم بها خارج المدرسة مثل الرياضات والموسيقى وغيرها.
- عامل طفلك باحترام:
عليك أن تتذكر دائماً أن طفلك إنسان منفرد بذاته وليس تابعاً وأنه مثلك يرغب في أشياء ويحتاج إلى فعل أشياء ربما تكون مختلفة عما تريدها أنت، لذا عليك احترام طفلك والاستماع إلى رغباته، على سبيل المثال إذا قدمت لطفلك طعاماً معيناً وأظهر عدم حبه له لا تصر على أن يأكل طفلك هذا الطعام احترم رغبته.
أو إذا تأخر طفلك في خطوة استخدام الحمام والاستغناء عن الحفاض لا تتحدث للناس عن ذلك امامه بل عليك احترام مشاعره وهكذا عليك أيضاً احترام وعودك تجاه الطفل فلا تعده بشئ إلا وأنت متأكد أنك تستطيع القيام به، لكن قطع وعودك له يؤثر سلباً على شعور الطفل بالاحترام.
وكما ذكرنا عليك أن تكون قدور لطفلك وأن تفعل ما تعد به حت يتعلم هذه الصفة الحسنة منك مهما كان الوعد بسيطاً. وتذكر دائماً أن احترامك لطفلك سيجعله يحترمك ويحترم الناس فيما بعد.
- أظهر الحب لطفلك:
من المفاهيم الخاطئه بالنسبة لتربية الأطفال هي أن إظهار الحب الزائد لطفلك يجعل منه شخصاً مدللاً في المستقبل، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق.
ما يجعل من طفلاً شخصاً مدللاً غير مسئولاً هو أن تعطي لطفلك ألعاباً ليلهو بها بدلاً من إعطاءه وقت معك ملئ بالحب والدفئ أو اللوم الدائم لطفلك على التصرفات الخاطئه دون حل المشكلة والتعامل معها بشكل سليم هذا أيضاً يجعل من طفلك شخصاً سيئاً في المستقبل.
في حين أن إظهار الحب بطرق مختلفة وقضاء وقت مع طفلك فقط يؤدي إلى أن تربية شخصية سليمة سويه ومُشبعة عاطفياً، لذا عليك أن تخبر طفلك أنك تحبه على الأقل مرة يومياً والأفضل أن تخبره بذلك كلما تذكرت.
ثالثاً: تعرف على قواعد تهذيب سلوك طفلك:
- عليك وضع حدود لطفلك:
إن وضع حدود لطفلك هي بالتأكيد من أسس تربية الأطفال السليمة ولكن عليك أن تتعلم كيف تعاقب أو تضع حدوداً لطفلك حتى لا ينعكس سلباً على نفسية الطفل، إذا رأيت سلوكاً غير مرضياً من قبل طفلك عليك التحدث معه أولاً وتنبيهه لهذا الخطأ ولكن إذا تكرر هذا الخطأ مراراً فهنا عليك البدء في اختيار عقاب مناسب.
عليك الحذر من أن تعاقب طفلك عقاباً ليس له علاقة بالمشكلة، فمثلاً إذا حذرت طفلك من القيام بقيادة دراجته في الطريق وفعلها ثانية فلا يجب أن يكون العقاب ألا يشاهد التلفاز في هذا اليوم، وإنما العقاب السليم أن تمنعه من قيادة دراجته لباقي اليوم.
- الإشادة بالسلوكيات الحميدة:
عليك أن تتذكر دائماً أن الإشادة بالسلوك الحميد الذي قام به طفلك أفضل من عقابه على سلوك سئ، ردد على مسامعه كلمات من نوع (أنا فخور بك لأنك .. – أنا سعيد أنك استطعت ..) وهكذا، يمكنك أن تكافئ طفلك بشراء الألعاب له ولكن احذر من أن تفعل ذلك كل مرة يقوم فيها طفلك بفعل حميد لأن ذلك يؤدي إلى نتيجة غير محمودة.
- كن لحوحاً:
الإلحاح هو الحل عندما يأتي الأمر إلى تهذيب طفلك، عليك الصبر والإلحاح والتأكيد على أن هذا الأمر صحيح أو أن ذلك الأمر ليس صحيحاً، التكرار سوف يؤدي بطفلك يوماً ما لأن يقلع عن العادات الخاطئه وأن يعتمد العادات السليمة ولكن عليك بالإصرار والصبر وألا تستخدم العنف بأشكاله مع طفلك.
رابعاً: بناء شخصية الطفل:
- كن قدوة لطفلك:
إذا أردت تربية شخص سليم أخلاقياً عليك أنت أيضاً أن تظهر له ذلك، لا تتوقع أن يكون طفلك صادقاً إذا كنت أنت تكذب أمامه، فالطفل مرآة البيت وما يدخل إلى ذهنه من أفعال يرى الأب والأم يقومون بها تُنسخ في عقله وتعد من المسلمات.
لذا عليك الحذر أن تخطأ أمام طفلك وإذا حدث فعليك التحدث معه في ذلك وكيف أن تلك الصفة السيئه ستجلب المتاعب حتماً، كن دائماً قدوة لطفلك.
- شارك طفلك حياته وأحداثه اليومية:
هذه النقطة من أهم أسس تربية الأطفال السليمة، كونك منخرطاً في حياة طفلك سيشعره بالاهتمام وأن هناك شخصاً ما يشاركه اهتماماته وأن بإمكانه أخذ رأي هذا الشخص في أمور يفكر بها وبالتالي سيعمل هذا على تشجيع الطفل على تنمية شخصيته واهتماماته.
لذا عليك بناء علاقة بينك وبين طفلك اشبه نظام دعم ومشاركة، وليس معنى ذلك أن تتدخل في شئون الطفل بشكل يضايقه ولكن أن تكون بجواره دائماً حتى في اللحظات التي تبدو صغيرة كما أن ذلك يعطيك فرصة لمراقبة الطفل وما يفكر به أو يفعله.
عندما يدخل طفلك المدرسة عليك متابعة الدروس التي يحب واهتماماته بالمدرسة، عليك أيضاً التعرف على المدرسين الخاصين بطفلك لأن هذا سيساعد على متابعة الطفل بشكل جيد.
وعندما يكبر طفلك قليلاً عليك القيام بالتراجع تدريجياً حتى تتيح لطفلك فرصة الاكتشاف والتصرف بنفسه ولكن عليك دائماً أن تشعره بأنك معه وعلى استعداد لمساعدته أو الاستماع له في أي وقت.
- علم طفلك الأخلاق الحميدة:
تحدث مع طفلك عن ماهية الأخلاق وتأثيرها، كن قدوة لطفلك في ذلك كما ذكرنا، قم بتعليمه من خلال الأحداث المحيطة أخلاق مثل العطف والاحترام وعدم الكذب، اجعل طفلك يستخدم كلمات مثل (شكراً، من فضلك) ومن المهم أيضاً تعليمهم أن يقوموا بالتنظيف بعد الأكل أو اللعب أو القيام بأنشطة معينه.
إن التربية من المهام الصعبة ولكنها ليست مستحيلة إذا تحليت بالصبر واعددت نفسك جيداً لها.


















