المغرب يحبط مخططات إرهابية خطيرة لتنظيم “داعش” في منطقة الساحل

أحبطت السلطات المغربية مخططين إرهابيين خطيرين لتنظيم “داعش” خلال يناير وفبراير 2025، كانا يستهدفان مدنًا مغربية بعمليات إرهابية واسعة النطاق. وأكدت التحقيقات أن الخلايا المفككة كانت على ارتباط مباشر بقيادي بارز في “داعش – ولاية الساحل”، وهو التنظيم الذي يستغل الوضع الأمني الهش في منطقة الساحل الإفريقي لنشر نفوذه الإرهابي.

تفكيك “خلية الأشقاء الثلاثة” وخطة تفجير مدن مغربية

أعلنت السلطات المغربية، أن خلية “الأشقاء الثلاثة” المفككة في حد السوالم كانت تخطط لعمليات تخريبية باستخدام مواد متفجرة، تمهيدًا للالتحاق بمعسكرات تنظيم “داعش” في الساحل الإفريقي.

أما الخلية التي تم تفكيكها يوم الأربعاء 19 فبراير، والتي كانت منتشرة في عدة مدن مغربية وتتكون من 12 إرهابيًا، فقد كشف البيان الرسمي أن أعضاءها تلقوا دعمًا وتمويلًا مباشرًا من مسؤول بارز في “لجنة العمليات الخارجية” لداعش، وهي اللجنة المكلفة بتوسيع الهجمات خارج منطقة الساحل والصحراء.

بنية تنظيمية دقيقة وخطة تنفيذ العمليات

اعتمدت الخلية الإرهابية أسلوبًا تنظيميًا متطورًا، حيث كانت التعليمات تمر عبر فريق “المنسقين”، الذين يقومون بإيصال المخططات الإرهابية إلى باقي الأعضاء بطرق سرية، بينما كان فريق “المنخرطين” مكلفًا بالتنفيذ، وفريق آخر متخصص في الدعم والتمويل، حيث تلقى مبالغ مالية مباشرة من “داعش” دون المرور بالنظام البنكي.

“داعش الساحل”.. تهديد دائم رغم الضربات الأمنية

يعد تنظيم “داعش – ولاية الساحل” امتدادًا للجماعات الإرهابية التي تنشط في الصحراء الكبرى منذ 2015، حيث قاده الإرهابي المعروف “عدنان أبو الوليد الصحراوي”، الذي كان عنصرًا سابقًا في البوليساريو قبل أن ينضم إلى تنظيم القاعدة ثم داعش. وقد قُتل في غارة فرنسية عام 2021، لكن التنظيم لا يزال ناشطًا تحت قيادة إرهابيين جدد، مثل عبد البراء الأنصاري الصحراوي وأبي مصعب البرناوي.

المغرب في مواجهة الإرهاب العابر للحدود

يواصل المغرب تعزيز استراتيجيته الأمنية الاستباقية لمواجهة الإرهاب العابر للحدود، مستفيدًا من خبرته الطويلة في تفكيك الخلايا الإرهابية، خاصة تلك المرتبطة بتنظيم “داعش – الساحل”، الذي يستغل الفوضى الأمنية والسياسية في المنطقة لنشر التطرف والعنف.